منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامى ثقافي إجتماعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معنى الحرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدويطي




عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 05/03/2011

معنى الحرية Empty
مُساهمةموضوع: معنى الحرية   معنى الحرية I_icon_minitimeالخميس 31 مارس 2011, 9:55 pm

]size=24]معنى الحرية
الحرية في اللغة
قال ابن منظور (1232-1311م) في شرح معاني الكلمة: "والحر بالضم: نقيض العبد والجمع احرار وحرار، الاخيرة عن ابن جني عثمان الموصلي (322-392هـ)، والحرة: نقيض الأَمَة والجمع حرائر. وحرره، وفي الحديث من فعل كذا وكذا فله عدل محرر أي اجر معتق، المحرر الذي جعل من العبيد حرا فأعتق، يقال حر العبد يحر حرارة بالفتح أي صار حرا".(1) وقال الجصاص (ت 370هـ): "تحرير رقبة يعني عتق رقبة، وتحريرها ايقاع الحرية عليها، وذكر الرقبة واراد به جملة الشخص تشبيها له بالاسير الذي تفك رقبته ويطلق فصارت الرقبة عبارة عن الشخص وكذلك قال اصحابنا اذا قال رقبتك حرة انه يعتق كقوله أنت حر".(2)
وفي هذا المجال يقول الباحث والكاتب العراقي، الشيخ القرشي: "الحرية في اللغة تطلق على الخلوص من العبودية فيقال هو حر أي غير مُسترق، وتطلق على الخلوص من القيد والاسر. وفي الاسلام فان الحرية تارة يراد بها الخلوص من العبودية فيقال حر (أي غير مملوك) واخرى يُراد بها الرضا والاختيار، فيقال فلان حر في تصرفاته أي غير مكره، كما انها تطلق ويراد منها تخليص النفس من الأوهام والخرافات، كما يقال: فلان متحرر من الاوهام"(3)، ويعرف المفكر المصري محمد فريد وجدي (1878-1954م) الحرية بانها: "الخلوص وصفه الحر. وقد اطلقت هذه الكلمة في عصرنا هذا على خلوص الامم من استبداد المسيطرين عليها"(4)، والحر هو الكريم من كل شيء أي خياره واعتقه وطيبه، يقال "فرس حر" أي عتيق الاصل، و "طين حر" أي لا رمل فيه، و"حر الارض" أطيبها، وارض حرة: لا رمل فيها، ورملة: لا طين فيها، وحرية القوم بضم الحاء وتشديد الراء والياء: أشرافهم, يقال: " هو من حُرّية قومه" أي من أشرافهم.(5)

الحرية في الاصطلاح
اذا كان تعريف الحرية لغة من الكثرة بمكان، فانه في مجالها الاصطلاحي اكثر عددا وتنوعا وتشعبا، وبمرور الزمن يتم استحداث مصطلحات لمعنى الحرية، توفرها وتخلق ظروفها تطورات الزمن، فعلى سبيل المثال، اصبحت المسامحة في البيع والشراء عند العرب تعني عند مجتمعات اخرى مثل الغرب، العطاء الحر او المجاني، او المبايعة التي في جانب منها عطاء حر من غير ثمن، او العمل الطوعي او العمل المجاني، من قبيل ان تدخل مطعما وتأكل صحن طعام بثمن يقابله صحن مجاني، او أن تشتري سلعة بثمن وتأخذ الثانية مجانا، واشتهر عندهم القول: (buy one get one free)، فالمجانية في مصطلحنا العربي، تعني في هذه المجتمعات البيع الحر، او لك كامل الحرية في ان تأكل او تشتري وجبتين بثمن وجبة واحدة، وما شابه، هذه المقايضة المتضمنة لجزئية الحرية أملتها الحياة الاقتصادية القائمة على المنافسة الحرة الشديدة، خلقت معها مصطلحات لم تكن معروفة من قبل.
والاستحداثات المستمرة لمفردة الحرية، نجد مصاديقها الخارجية في مجالات قد يصعب تقبلها عند بعض الشعوب او الامم حتى وان كانت في الجانب السياسي محكومة من قبل طواغيت ومستبدين, فعلى سبيل المثال، لا يجد باحث بريطاني في الشؤون السياسية مثل NEIL McNAUGHTON، اية غضاضة من اطلاق وصف الحرية على ما تصفه شعوب العالم الثالث بالاستعمار، فعنده: "عندما يكون كل الناس مستعمرين – بفتح الميم- ويتم انتزاعهم من القوة الارهابية ويحررون من الاستعباد من قبل قوة خارجية، نحن نقول انهم الان قد تحرروا".(9) وربما نستطيع ان نفهم من خلال هذه الخلفية الثقافية للكاتب البريطاني، لماذا رفعت بريطانيا اثناء الحرب العالمية الاولى شعار (جئنا محررين لا فاتحين) اثناء دحرها للقوات العثمانية واحتلالها للبلدان العربية، وبخاصة شعارها الذي رفعته اثناء احتلال العراق العام 1917، معتبرة ان العراق واقع تحت سلطة قوة اجنبية وانه مستعمر من قبل العثمانيين الاتراك، واعتقد ان NEIL McNAUGHTON يحاول في كتابه تبرير مرحلة الاستعمار البريطاني لكثير من دول العالم الشرقي، والا يمكن ان نعتبر مجيئ القوة الخارجية الاولى السابقة (وهنا الاتراك) على القوة الخارجية التالية (وهنا بريطانيا) هي قوة محررة لا مستعمرة ايضا، على اعتبار ان أدبيات وبيانات القوة الأجنبية الاولى هي الاخرى تحكي عن تخليص هذه البلدان من انظمة ظالمة او اجنبية، على ان للوجود العثماني في البلدان العربية والاسلامية مداليل دينية غير متوفرة في الاستعمار البريطاني.
واعتقد ان التعريف الانف الذكر يعتريه الكثير من النقصان، ولا يمكن تقبله، ليس اقل من منظور اسلامي، الذي حرم تسلط غير المسلم على المسلم حتى ولو كان بحجة التحرير لا الفتح، قال تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}(سورة النساء: 141). وهكذا الامر في كثير من مجالات الحياة، وربما سنجد في المستقبل استعمالات اخرى لكلمة الحرية ليست قائمة في الوقت الحاضر، بلحاظ ان تطور الاصطلاحات امر قائم في كل لغة من لغات الشعوب وليس وقفا على لغة دون اخرى.

مفهوم الحرية
مفهوم الحرية هو من هذا النوع من المفاهيم، ومن هذه الجهة، قدمت له تعريفات مختلفة، كما ان الباحثين في موضوع الحرية، قاموا بادراج جملة من القيود على تعريفها، انطلاقا من القبليات و المعتقدات التي يحملونها ازاءها، ما ادى احيانا الى تقديم، تعريفات متباينة وبعضها غريب عن بعضها الاخر، ولعل الاطلاع، على ما ذكره احد العلماء الغربيين، وهو (آيزا برلين‏)، من ان التعريفات التي طرحت للحرية قد بلغت حتى الان المئتي، تعريف يجعل المسالة اكثر استشكالا و يبعث بالتاكيد على، التعجب ‏والاستغراب(2).
فبعض الباحثين، من امثال (جون لوك‏)، يرى (ان الحرية هي، القدرة والطاقة اللتان يوظفهما الانسان لاجل القيام بعمل، معين او تركه‏)(3) وبعض آخر، من امثال (جون‏استيوارت، ميل‏)، يقول: (ان الحرية عبارة عن قدرة الانسان على السعي، وراء مصلحته التي يراها، بحسب منظوره، شريطة ان لا تكون، مفضية الى اضرار الاخرين‏)(4).
ويكتب بعض آخر، من امثال، (كانت‏)، فيقول: (الحرية عبارة عن استقلال الانسان عن اي، شي‏ء الا عن القانون الاخلاقي)(5).
ويعرف الاستاذ آية اللّه جوادي آملي الحرية، من المنظور، الاسلامي، فيقول: ((الحرية، من المنظور الاسلامي، عبارة عن، التفلت والتحرر من عبودية واطاعة غير اللّه تعالى‏»(6).
وهنا لابد من التفتيش عن اسباب ظهور هذه التعريفات، المختلفة للحرية في اهداف اولئك الذين عر فوها انفسهم، وذلك لان بعض الباحثين في الحرية انما كان في صددعرض، تعريف لماهية الحرية بقطع النظر عن الجهات السلبية، والايجابية لها، في حين كان يسعى بعض آخر الى تقديم تعريف للحرية مرفق بتلك الحدود والقيود التي كان‏ يعدها طبقا، لمعتقداته ذات قيمة وكمال.
وعلى هذا الاساس، فان اولئك الذين كانوا في صدد تعريف، اساس ماهية الحرية بغض النظر عن الابعاد الايجابية والقيمية، او الابعاد السلبية، لها من امثال (لوك‏) قالوا: ان‏الحرية عبارة، عن تلك القدرة نفسها على فعل عمل معين وتركه، اما اولئك، الذين ارادوا من تعريفاتهم شرح الحرية ذات الجوانب الايجابية، والمنتجة والمقبولة وفق النظرالعقلائي العام للوصول الى، تحصيل السعادة والنجاح على الصعيد المجتمعي العام، او على، الصعيد الفردي، فقد وضعوا في تعريفاتهم كافة القيود، المفضية، في نظرهم، الى ‏تحصيل هذه الاهداف.
ومن هنا استحضر (جون استيوارت ميل‏)، في تعريفه للحرية، قيد (شريطة ان لا تكون مفضية الى اضرار الاخرين‏)، وذلك لان، الحرية التي تكون متزاحمة ومصالح الاخرين ‏ليست في نظرة حرية مقبولة عقلائيا.
وللسبب نفسه، ايضا، لم يكن (كانت‏) يرى ان الحرية مستغنية، عن اعمال القانون الاخلاقي، بل كان يرى ان رعاية القانون، الاخلاقي امر ضروري في تحقق الحرية المقبولة.
وهكذا الحال، في تعريف الاستاذ الشيخ جوادي آملي فانه، حيث كان في، صدد تعريف الحرية من وجهة النظر الدينية، لم يرها منفكة عن، العبودية للّه تعالى.
والذي يبدو هو ان‏هذا التعريف انما هو من، وجهة النظر العرفانية والاخلاقية الاسلامية لا من وجهة نظر، الفقه او الكلام.


الهوامش:
1) ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب ج4 (بيروت، دار صادر، الطبعة 1) ص181.
(2) الجصاص، احمد بن علي الرازي، احكام القران، تحقيق: محمد الصادق قمحاوي ج2 (بيروت، دار احياء التراث العربي، 1405هـ) ص121.
(3) القرشي، الشيخ باقر شريف، نظام الاسلام السياسي (بيروت، دار التعارف للمطبوعات، الطبعة 2، 1398هـ/1978م) ص183-184.
(4) وجدي، محمد فريد، دائرة معارف القرن العشرين ج3 (بيروت، دار المعرفة، الطبعة 3، 1971) ص408.
(5) راجع: المنجد في اللغة (بيروت, دار المشرق, الطبعة السادسة والثلاثون 1997م) ص124.
(6) راجع: الكرباسي، محمد صادق محمد، الحسين والتشريع الاسلامي، ج1 (لندن، المركز الحسيني للدراسات، الطبعة 1، 1421/2000م) ص82.
(7) قال ابو اسحاق الزجاج (ت 923م): "هذا قول امرأة عمران ومعناه جعلته خادما يخدم في متعبداتك وكان ذلك جائزا لهم وكان على اولادهم فرضا ان يطيعوهم في نذرهم فكان الرجل ينذر في ولده ان يكون خادما يخدمهم في متعبدهم ولعبادهم ولم يكن ذلك النذر في النساء انما كان في الذكور فلما ولدت امراة عمران مريم قالت رب اني وضعتها انثى وليست الانثى مما تصلح للنذر فجعل الله من الايات في مريم لما اراده من امر عيسى عليه السلام ان جعلها متقبلة في النذر فقال تعالى: فتقبلها ربها بقبول حسن، والمحرر النذير والمحرر النذيرة وكان يفعل ذلك بني اسرائيل كان احدهم ربما ولد له ولد فربما حرره أي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه.
انظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب ج4 (مصدر سابق) ص181.
( القرطبي، محمد بن احمد الانصاري، تفسير القرطبي، تحقيق: احمد عبد العليم البردوني ج4 (القاهرة، دار الشعب، الطبعة 2، 1372هـ) ص66.
(9) NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,John Murray (Publishers) Ltd, Second Edition 2001, p21
10- ر. ك: اربعة مقالات حول الحرية، آيزا برلين، ترجمة محمد علي موحد.
11- تحليلي نوين از آزادي، موريس غرنستون، جلال الدين ، اعلم، ص 13.
12- رسالة آزادي، جان استوارت ميل، ترجمة جواد شيخ ، اسلامي.
13- تحليلي نوين از آزادي، م.ن. ص 13.
14- فلسفة حقوق بشر، آية اللّه جوادي آملي، ص
[/size]189
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معنى الحرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شمس الإسلام :: الخطب والدروس :: الخطب والدروس المقرؤة-
انتقل الى: