منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامى ثقافي إجتماعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمانة الكلمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب العلم




عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 14/03/2011

أمانة الكلمة  Empty
مُساهمةموضوع: أمانة الكلمة    أمانة الكلمة  I_icon_minitimeالثلاثاء 15 مارس 2011, 1:14 pm

[center]الكلمه أمانة، والقلم أمانة، والكتابة أمانة، والتعبير أمانة، والمقالة أمانة.. ولعن الله من خان الأمانة وضيَّعها، وحرَّف الكلم عن مواضعه، فالقلم والكلمة أمرٌ مقدَّسٌ وعظيمٌ، أقسم بهما الخالق العظيم، لعظم شرفهما وقدسيته وأهميته ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)﴾ (القلم)، والقلم أداة الفكر والعلم، ومعول المعرفة، ومفتاح الحضارة والبناء والإنجاز "قيِّدوا العلم بالكتابة"، والأصل عند الشرفاء والأوفياء وفرسان الكلمة ونبلاء القلم أن يكون القلم والكلمة رسالةً وخلقًا ودينًا ومهنيةً ومصداقيةً وشفافيةً وترجمةً حيةً لمشاعر الناس، ونقلاً صادقًا لنبض الشارع، وتعبيرًا واضحًا لوجدان الأمة، واحترامًا لوقت القراء وعقولهم، ونصحًا كبيرًا للشعب والمسئول، وللحاكم والمحكوم بكل مصداقية ومسئولية وأمانة، وبحثًا جادًّا عن الحقيقة لأجل الحقيقة ومصلحة الوطن والمواطن، والبلد وما ولد.



لذلك فإن هذه المهنة عظيمة وخطيرة، وسلاح ذو حدين في الخير والشر، عمله سيان ومتعاكسان، إما كلمة بنَّاءة ومفيدة ومعمرة، أو كلمة هدَّامة ومخرِّبة ومقيتة، ولأن الكلمة لها سحرها وبريقها وفعلها وتأثيرها، فقد تقلَّب الحق باطلاً والباطل حقًّا، فمن هنا تحتاج هذه المهنة إلى تعب وجهد وبحث ومشورة واستقصاء وتحرٍّ ورأي ناصح وخبر صادق ومعلومة صحيحة وضمير حي وصوت حر وقلم نزيه ومحبرة غير مسمومة.



والرسالة ابتداءً كانت كلمةً وكتابًا، ورغم أن الأمة المخاطبة في بداية الدعوة كانت أمةً أميّةً إلا أنَّ الله سبحانه بدأ رسالته بكلمة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾ (العلق)، وبالكلمة الصادقة المعبرة، وبالكلمة الرسالة، وبكلمة اقرأ باسم ربك استطاعت أمة الإسلام أن تصنع معجزةً في تاريخ البشرية، وحضارةً عمَّت الدنيا بأسرها خلال عقدين من الزمن، وبأسنَّة الأقلام بلغ الإسلام ما لم يبلغه بأسنَّة السنان، فها هي أكبر دول العالم الإسلامي اليوم فُتحت بالكلمة الطيبة، والقلم الناصح، والدعوة الصادقة لله.



فهل (مدونة السلوك الإعلامي) المطروحة رسميًّا اليوم ستُصلح الكتَّاب المأجورين والإعلاميين النفعيين والصحفيين الانتهازيين، وتغيِّر من حال إلى حال، وتضبط الخبر والكلمة والمقال والتحليل، إن لم يكن ثمة رادع من دين وخلق وضمير، وسلوك قويم من صاحب الطرح، وأنا أقولها وبكل أسف إن أكثر من خرَّب سلوك الصحفيين والإعلاميين والكتاب بعض الرسميين الذين أفسدوا الأخلاق، واشترَوا الذمم، ودمَّروا الضمائر، واستأجروا الأقلام، وأدخلوا هؤلاء إلى دهاليز مظلمة من المِنَح و(الصُّرر) والهدايا والمزايا، والرواتب الكبيرة والعطايا الجزيلة، وجوائز الترضية، وخلقوا بذلك جيلاً من السحيجة، وكتاب (التدخل السريع) الذين يحسنون التصفيق والهتاف، ويجيدون التطبيل للقادم، والتزمير للذاهب، ويمتهنون النفاق وسوء الأخلاق، وكل دور هابط وعمل شائن، ويؤلفون قصائد المديح لكل مناسبة، ويدبجون مقالات الزور لكل مقام، بعضهم لا يعرف إلا هزَّ الذَّنَب، والكذب والدجل، والردح الرخيص، والغزل الناعم، وخربطة عقول الناس، وبلبلة الرأي العام، ينعقون على كل مزبلة وأرض خراب، شغلهم قلب الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه، أبواقهم عالية الصوت، وأقلامهم جاهزة للتأجير, وجعلوا منها وسيلة للارتزاق الرخيص، والعيش المزري المهين، ويتسابقون في أسواق النخاسة الإعلامية، مقالاتهم جاهزة حسب التسعيرة، مدح بألوان قوس قزح تناسب كل الفصول، وهجاء وتُهم ملفَّقة ومغلَّفة على كل مقاس، يحسنون دسَّ السم في الدسم، وبضاعة معلَّبة ومرتبة، محلية ومستوردة وجاهزة على أرفف دكاكينهم (حسب الطلب).. ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ (البقرة: من الآية 79).



هؤلاء الكتاب الذين ينتقلون بسرعة البرق من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ويظنون أن ذلك تذاكٍ وفهلوة وشطارة، وما علم هؤلاء المغفلون أن الناس تميز الغث من السمين، والناصح من السقيم، والحق من الباطل اللعين، وأن أفلامهم أصبحت محروقةً، وأسطواناتهم مشروخة، وأن ميزان الناس جدُّ دقيق في الحكم على الثابتين على المبدأ والملتزمين الحق، وأن المصداقية هي رأسمال الكاتب أخلاقيًّا ومهنيًّا وعمليًّا، قال الإمام علي كرم الله وجهه: "تكلَّموا تعرفون، فإن المرء مخبوءٌ تحت لسانه"، ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (محمد: من الآية 30).



وفي المقابل ثمة كتَّاب محترمون، يحترمون أنفسهم ويحترمون القراء، رأسمالهم الصدق والإخلاص، مهنيون، واضحون مثل الشمس في ضحاها والقمر إذا جلاَّها، مقصدُهم إرضاء الله أولاً ثم احترام عقول الناس، الكل يقدِّرهم ويجلُّهم حتى الأعداء يحنون رؤوسهم لهم، إن قالوا تسمع لهم، وإن كتبوا تقرأ لهم، وإن حللوا تقنع بما يقولون، هؤلاء الكتاب لا يكبرون بالكتابة، بل الكتابة تكبُر بهم؛ لأنهم أصبحوا بصدقهم سلطةً يُحسب لها حسابها، ولها تأثيرها ووجودها ووزنها.



ونصيحة أخيرة أقولها: الكلمة مثل الرصاصة إذا خرجت لن تعود، وأنت تملكها وهي أسيرة لك قبل أن تنطق بها أو تكتبها، فإذا قلتها أو كتبتها أصبحت أنت أسيرها وهي تملكك، لذلك فليكن حسابك دقيقًا في كل كلمة تكتبها، "وإن الرجل يقول الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به سبعين خريفًا في نار جهنم"، كلمة تفرق بين اثنين، أو كلمة تكون سببًا في إيذاء الناس، أو الفتنة فيما بينهم.

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفِّك غيرَ شيء يسرك في القيامة أن تراه[/center]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمانة الكلمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شمس الإسلام :: القسم العام :: الحوار العام-
انتقل الى: