]size=24] أسباب انهيار الأمة الإسلامية
الحمد لله رب العالمين رب الأرباب وإله الأولين والأخرين
وأشهد أنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا ولد
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وسيد ولد أدم وخير من أرسل إليه وبلغ وأدى
وبعد
إن أعظم الأمم على الإطلاق هي الأمة المسلمة فهي خير أمة أخرجت للناس
ميزها الله سبحانه وتعالى بميزات عديدة
ومن أهم الميزات التي ميز الله بها هذه الأمة ( أنها تدعوا إلى الله تعالى ) فهي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
فصفتان قل أن تجدهما في أمة من الأمم السابقة ( الأيمان والأمر به )
إن الناظر في أحوال السلف يجد كيف سادوا العالم وأصبحوا ملوك الأرض والتاريخ يشهد على ذلك أصبحت دولة الإسلام في وقت قياسي تمتد من البحر إلى الميحيط بل عبرت قارات العالم القديم ولم يدخروا جهدًا ليصلوا إلى كل شبر من الأرض ليبلغوا هذا الدين
فلما اجتهدوا في ذلك وما كان الله ليضيع جهدهم أثابهم فتحاً عظيما وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم ونصروا بالرعب قبل لقاء العدو
قال النبي صلى الله عليه وسلم " نصرت بالرعب مسيرة شهر "
فأعظم ميزات هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو السبيل الأول لنهوض الأمة الإسلامية لأن الأمر بالمعروف يرد الأمة إلى فعل المأمور والنهي عن المنكر يمنع من الوقوع في المحظور وهي العبادة لله تعالى وتكفل الله تعالى لمن أدى إليه العبادة أن يكفيه هم الدنيا والأخرة وهكذا نهض السلف لما علموا أن الله تعالى يكفيهم مؤنة الدنيا ومن نصر الله نصره الله تعالى
الأمر بالمعروف : دعوة إلى صالح الأعمال والمواظبة عليها
الأمر بالمعروف : إحقاق الحق وإبطال الباطل فإن الباطل لا ينتفش إلا بغياب الحق ولو انزوى الحق ولم يجد له من يدافع عنه غاب الحق عن ساحة العدل فساد المجتمع ظلم وفساد
الأمر بالمعروف من الأخلاق الحميدة والعبادات الصلبة القوية التي تقوي القلب وتجعله صلب لا يزعزه الباطل ولا يخشى إلا الله تعالى فكل غاية الأمر بالمعروف رضى الله تعالى
الأمر بالمعروف : يورث العزة
الأمة التى يؤمر فيها بالمعروف أمة عزة ونصر وسيادة
أما تقرؤا عن الأمة السالفة كيف كان الأمرؤ بالمعروف غايتهم فلقد خاضوا البحار والصحاري من أجل الأمر بالمعروف ومن أجل تعبيد الناس لرب الناس
الأمر بالمعروف : رفعة للأمة : هل ترى في ترك الأمر بالمعروف الرفعة هل سبيل الأمن هو ترك الأمر بالمعروف هل سبيل الريادة والوصول إلى رأي بين الأمم الأن هو ترك الأمر بالمعروف
الأمر بالمعروف تمسك بالدين وتمسك بالأرض وتمسك بالعرض فلا تجد تارك للأمر بالمعروف إلا ونزعت منه شيم الرجال أقصد الرجال وليس الذكور ( فليس كل ذكر رجل وإنما كل رجل ذكر )
( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) نعم عاهدوا الله أن يبلغوا دينه فبلغوه عاهدوا الله أن يحموا أرض الإسلام فحموها عاهدوا الله أن يتصروه فنصروه عاهدوا الله أن يبيعوا دماءهم وأولادهم وأهلهم لله تعالى فباعوا عاهدوا الله أن يضحوا بكل شيء من أجل الله تعالى فضحوا وصدقوا في تضحيتهم
لكن الأن السبب الرئيسي في ضعف الأمة هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فلا يستقيم أن تأمر بمعروف ولا تنهى عن المنكر تأمر بالصلاة ولا تنهى المصلى عن السرقة أو عن الكذب
الأمر بالمعروف بيان صفة العبادة أو العمل وأجره عند الله تعالى والغاية منه رضى الله تعالى
وألنهي عن المنكر منع الوقوع فيما يغضب الله تعالى من المناهي التي نهى عنها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فالنهي زجر ونهي ومنع عن فعل ما يغضب الله تعالى والأمر بالمعروف إرشاد إلى فعل الطاعات وأمر بالعبادات ولزوم طريق الله المستقيم والغرض إقامة العبد على الطريق المستقيم
[/size]