منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
منتديات شمس الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامى ثقافي إجتماعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إن في ذلك لعبرة ...... الشيخ الزيتوني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو إسلام




عدد المساهمات : 114
تاريخ التسجيل : 20/02/2011

إن في ذلك لعبرة ...... الشيخ الزيتوني Empty
مُساهمةموضوع: إن في ذلك لعبرة ...... الشيخ الزيتوني   إن في ذلك لعبرة ...... الشيخ الزيتوني I_icon_minitimeالإثنين 28 مارس 2011, 10:06 am

إن في ذلك لعبرة
فتنة القبر :
إن القبر أول منازل الأخرة إن كان هين فما بعده أهون
القبرإما روضة من راض الجنة أو حفرة من حفر النار
فهيا نرى الموت وما بعده
عن عائشة رضي الله عنها قالت في قصة الكسوف وهوحديث متفق عليه
( ما من شيء لم أكن أريته إلا أريته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحى إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال يقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأوجبنا واتبعنا فيقال ك نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به )
وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدري معت الناس يقولون شيئا فقلته
وهذا حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه أحمد وغيره وحسنه اللباني وقد جمعه شيخنا في كتاب أحكام الجناز جمعًا جميلا
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار, فانتهينا إلى القبر ولما يلحد, فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة, وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً،
فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثاً،
ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثاً»،
ثم قال: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه, كأن وجوههم الشمس ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة, حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة - وفي رواية المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان,
قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء, فيأخذها - وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء, وفتحت له أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم - فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن, وفي ذلك الحنوط - فذلك قوله تعالى: }توفته رسلنا وهم لا يفرطون{ [الانعام :61] ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض,
قال: فيصعدون بها فلا يمرون - يعني - بها على ملك من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا, حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة, فيقول الله عز وجل:
اكتبوا كتاب عبدي في عليين, }وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون{ [المطففون :19]

فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرد إلى الأرض وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك؟
فيقول: ربي الله, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام, فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيقولان له: وما أعلمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت, فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن, فذلك حين يقول الله عز وجل: }يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا{ [إبراهيم :27]
فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فينادي مناد في السماء, أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة,
قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره, قال: ويأتيه - وفي رواية: يمثل له - رجل حسن الوجه حسن الثياب, طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله, وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعده, فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير, فيقول: أنا عملك الصالح, فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في إطاعة الله, بطيئاً في معصية الله, فجزاك الله خيراً ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله, أبدلك الله به هذا! فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة, كيما أرجع إلى أهلي ومالي, فيقال له: اسكن.
قال: وإن العبد الكافر - وفي رواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة, نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد, سود الوجوه, معهم المسوح من النار, فيجلسون منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه, فيقول: أيتها النفس الخبيثة, اخرجي إلى سخط من الله وغضب, قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود - الكثير الشعب - من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب, فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء, وتغلق أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحه من قبلهم ,فيأخذها, فإذا أخذها, لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض, فيصعدون بها, فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا, حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
}لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط{ [الأعراف: 40]
فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين, في الأرض السفلى, ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم, ومنها أخرجهم تارة أخرى - فتطرح روحه من السماء طرحاً حتى تقع في جسده ثم قرأ:
}ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق{ [الحج: 31]
فتعاد روحه في جسده قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه.
ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري, فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه, فيقال: محمد! فيقول: هاه هاه لا أدري, سمعت الناس يقولون ذاك! فيقال: لا دريت ولا تلوت, فينادي مناد من السماء أن كذب, فأفرشوا له من النار وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها, ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه - وفي رواية: ويمثل له - رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك, هذا يومك الذي كنت توعد, فيقول: وأنت فبشرك الله بالشر, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر, فيقول: أنا عملك الخبيث. فو الله ما علمت إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله, سريعاً إلى معصية الله, فجزاك الله شراً ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلاً كان تراباً, فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ثم يعيده الله كما كان, فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار فيقول رب لا تقم الساعة». تم الحديث بطوله أخرجه أبو داود والحاكم والطيالسي والآجري وأحمد والسياق له.
المختصر الصحيح عن الموت والقبر والحشر
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللع عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )
وعندمسلم من حديث زيد بن ثابت ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه )
قال الله تعالى ( النار يعرضون عليها غدوًا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا أل فرعون أشد العذاب ) غافر
ويستفاد من الأحاديث
ماهي حكم الموعظة على القبر
حُكم الخُطبة عند المقابر بعد دفن الميت
لأننا رأينا بعض الأخوة الأحباب جزاهم الله خيراً الحريصين علي بذل النصح والخير لإخوانهم المسلمين قد لا تخلو جنازة ميت إلا ويقوم أحدهم بعد الانتهاء من دفن الميت في القبر ويخطب خُطبة طويلة وكأنه منذر جيش ثم يدعو للميت بصوت مرتفع ويؤمن خلفه الحاضرون .
والسؤال هو : هل هذا العمل مشروع أم لا ؟ أي هل كان النبي صلي الله عليه وسلم يفعل ذلك عند دفنه للميت ؟ وما هي السنة بعد دفن الميت في القبر ؟ .
ونترك الجواب في ذلك لأهله وهم العلماء الفقهاء الثقات الحريصين علي فعل السنة والتقيد بما ورد فيها ومن هؤلاء العلماء :
فضيلة الشيخ : محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
قال رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح / المجلد الثاني / دار البصيرة
السؤال رقم 794 / ص 55- 56
والسؤال هو : فضيلة الشيخ : ما مشروعية المَوْعِظَة عند القَبْر وسمعنا مَن يقول أنها ما وردت عن الرسول الله صلي الله عليه وسلم ومن يقول أنها سُنَّة ؟ .
الجواب : نعم القول بأنها ما وردت على إطلاقه غير صحيح ، والقول بأنها سُنَّة غير صحيح ووَجْه ذلك : أنه لم يَرِد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف عند القَبْر أو في المَقْبَرَة إذا حضرت الجِنازَة ، ثُمَّ يَعِظ الناس ، ويُذَكِّرهم كأنه خطيب جمعة هذا ما سَمِعْنَا به ، وهو بِدْعَة ، وربما يُؤَدِّي في المُسْتَقْبَل إلى شىء أعْظَم ربما يُؤَدِّي إلى أن يتطرق المُتَكَلِّم إلى الكلام عن الرجل المَيِّت الحاضر مثل أن يكون هذا الرجل فاسقًا مثلاً ، ثُمَّ يقول : انظروا إلى هذا الرجل ؛ بالأمس كان يستهزىء بالأمس كان كذا وكذا ، والآن هو في قَبْره مُرْتَهَن أو يتكلم في شخص تاجر مثلاً فيقول : انظروا إلى فلان ، بالأمس كان في القُصُور والسَّيَّارات والخَدَم والحَشَم وما أشبه ذلك ، والآن هو في قَبْره .
فلهذا نرى ألا يقوم الوَاعِظُ خطيباً في المَقْبَرَة ؛ لأنه ليس مِنَ السُّنَّة ؛ فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف إذا فرغ مِن دَفْن المَيِّت ، يَقوم ويَخْطُب الناس أبداً ، وما عَهِدْنَا هذا من السابقين ، وهم أقرب إلى السُّنَّة مِنَّا ، ولا عَهِدْنَاه أيضًا فيمن قَبْلَهُم مِنَ الخُلَفَاء ؛ فما كان الناس في عهد أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي فيما نعلم يفعلون هذا ، وخَيْر الهَدْي هَدْي مَن سَلَفَ إذا وافق الحَق .
وأما المَوْعِظَة التي تُعْتَبَر كلامَ مَجْلِس فهذه لابأس بها ؛ فإنه قد ثَبَتَ في السُّنَن أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، خرج أو أتَىَ إلى بقيع الغَرْقَد ، وفيه نَاسٌ يدفنون مَيِّتًا لهم ، لكن المَيِّت لَمَّا يُلْحَد فيما بعدُ يعني : معناه أنهم يَحْفُرون القَبْر ، فَجَلَسَ وجَلَسَ حَولَه أصْحَابُه ، وجَعَلَ يُحَدِّثُهم بِحَال الإنسانِ عِندَ مَوْتِه ، وحال الإنسانِ بَعْدَ دَفْنِه ، حَديثاً هادئًا ليس على سبيل الخُطْبَة .
وكذلك ثبت عنه في صحيح البخاري وغيره أنه قال عليه الصلاة والسلام : " ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعده مِن الجَنَّة ، ومقعده من النار " ، فقالوا : يارسول الله ؛ ألا نَتَّكِل ؟ قال : " لا ؛ اعملوا ؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له " .
والحَاصِلُ أن المَوْعِظَة التي هي قيام الإنسان يَخْطُب عِندَ الدَّفْن أو بَعْدَه : ليست مِنَ السُّنَّة ، ولا تَنْبَغِي ؛ لِمَا عَرِفْتَ .
وأما المَوْعِظَة التي ليست كهيئة الخُطْبَة كإنسان يَجْلِس ومعه أصحابه ، فَيَتَكَلَّم بما يُناسِبُ المَقام : فهذا طَيِّبٌ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ) انتهي كلامه
وقال أيضاً رحمه الله عند شرحه لحديث علي رضي الله عنه في كتاب رياض الصالحين للنووي في باب ( الموعظة عند القبر ) :
( أما أن يقوم القائم عند القبر يتكلم كأنه يخطب فهذا لم يكن من هدي الرسول صلي الله عليه وسلم ليس من هدي الرسول صلي الله عليه وسلم أن الإنسان يقف بين الناس يتكلم كأنه يخطب هذاليس من السنة ... السنة أن تفعل كما فعل الرسول صلي الله عليه وسلم فقط إذا كان الناس جلوساً ولم يُدفن الميت فاجلس في انتظار دفنه وتحدث حديث المجالس حديثاً عادياً بعض الناس أخذ من هذه الترجمة ترجمة النووي رحمه الله وقد ترجم بمثلها قبله البخاري في صحيحه ( بَاب مَوْعِظَةِ الْمُحَدِّثِ عِنْدَ الْقَبْرِ وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ ) أخذ من هذه الترجمة أن يكون خطيباً في الناس يخطب الناس برفع الصوت ويا عباد الله وما أشبه ذلك من الكلمات التي تقال في الخُطب وهذا فهم خاطئ غير صحيح ، الموعظة عند القبر تقيد بما جاء في السنة فقط لئلا تتخذ المقابر منابر فالموعظة هادئة يكون الإنسان فيها جالساً ويبدو عليه أثر الُحزن والتفكر وما أشبه ذلك لا أثر الشجاعة وكأنه ينذر جيش يقول صبحكم ومسَّاكم لكن فضل الله يؤتيه من يشاء فبعض الناس يفهم من النصوص فهماً غير مراد بها والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم ) انتهي كلامه .
وسُئل أيضاً رحمه الله في دروس اللقاء الشهري ( 31 /14 )
السؤال : هل تجوز الموعظة للناس عند دفن الميت في المقابر، وهل يجوز أن يدعو الواعظ والناس يؤمنون من ورائه، إذا كان هذا العمل جائزاً فما هو أفضل دعاء وإذا كان غير جائز أرجو من فضيلتكم أن توضح للناس ذلك ؟ .
الجواب : أما الموعظة الخاصة فهذه لا بأس بها، لو كان الإنسان جالساً وحوله أناس، وصار يتكلم عن الموت وما بعده، وسؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه، هذا طيب، أو مثلاً هو جالس عند القبر وقال للناس ماقاله الرسول عليه الصلاة والسلام وهو جالس على قبر إحدى بناته قال : ( ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار كل شيء مكتوب نسأل الله أن يجعل مقاعدنا في الجنة قالوا : يا رسول الله إذاً نترك العمل ما دام كل شيء مكتوب قال : لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) مقعد أهل الجنة لا يكون لمن عمل عمل أهل النار، مقعد أهل النار لا يكون لمن عمل عمل أهل الجنة مقعدك مكتوب لكن مكتوب العمل المؤدي إلى هذا المقعد، فمثل هذه الموعظة لا بأس بها .
وكذلك أيضاً في يومٍ من الأيام دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وهم في جنازة رجل من الأنصار، لكنه ما تم اللحد، والناس ينتظرون إتمام اللحد، وجلس النبي صلى الله عليه وسلم وجلسوا حوله كأن على رءوسهم الطير احتراماً للرسول عليه الصلاة والسلام وتعظيماً للمقام، فجعل يحدثهم بما يكون عند الاحتضار وما بعد الموت، مثل هذه الموعظة لا بأس بها .
أما أن يقوم الإنسان خطيباً عند القبر يخطب الناس فهذا ليس من السنة في شيء وما عهدنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة قاموا خطباء في المقبرة يعظون الناس ... الخطب في أي مكان تكون ؟ في المساجد، أما المقابر فلا، المقابر محل العزاء، لكن إذا جرت مناسبات موعظة مجلس ما هي خطبة فلا بأس .
وأما الدعاء بعد الدفن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو والناس يؤمنون أبداً، ولكنه كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) وعلى هذا تقف عند القبر وتقول : اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، ثلاث مرات ثم تنصرف، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثاً ) انتهي كلامه .
وقال الشيخ الدكتور : خالد بن علي المشيقح في فقه النوازل في العبادات :
القسم الأول ( الطهارة - الصلاة - الجنائز ) وهي من دروس الدورة العلمية بجامع الراجحي ببريدة لعام 1426هـ
قال : ( المسألة السادسة : الموعظة في المقبرة . البخاري رحمه الله بوب في صحيحه قال : باب موعظة المُحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله . ويؤخذ من هذا أن البخاري يذهب إلى هذا المذهب وأنه لا بأس بالموعظة في المقبرة إذا كان ذلك على سبيل الخصوص إذا كان الإنسان يجلس وحوله أصحابه ويذكرهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم واستدل على ذلك بحديث علي رضي الله عنه قال : " كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله فقال : ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة أو النار فقالوا يا رسول الله ألا نعتمد على كتابنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له " أخرجه البخاري وكذلك أيضاً حديث البراء بن عازب .
أما كون الإنسان يقوم خطيباً وواعظاً فهذا لم يفعله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم ) انتهي كلامه .
وبعد ذكر قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ خالد المشيقح في أن الخُطبة عند القبر بعد دفن الميت غير مشروعة وليست من السنة وفرَّق رحمه الله بين الخُطبة والموعظة وأنه يجب علي كل مسلم أن يتقيد بما جاء في السنة بدون زيادة أو نقصان .
وذهب الشيخ ابن باز والشيخ ابن جبرين رحمهما الله إلي مشروعية الموعظة عند دفن الميت .
ومن الفتاوى التي نُقلت عن الشيخ ابن باز رحمه الله ونشرت في ( مجلة الدعوة ) العدد ( 1560 ) في العدد جمادى الأولى 1417 هـ
هل يوجد دليل على مشروعية الوعظ عند القبر ؛ لأن بعض الناس ينكرون ذلك ؟ نرجو إفادتنا ، أعظم الله لكم الأجر والمثوبة ؟ .
الجواب : ( لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة أنه وعظ الناس عند القبر وهم ينتظرون الدفن وبذلك يعلم أن الوعظ عند القبر أمر مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لما في ذلك من التذكير بالموت والجنة والنار ، وغير ذلك من أمور الآخرة ، والحث على الاستعداد للقاء الله والله ولي التوفيق ) انتهي كلامه .
ومن الفتاوى التي نُقلت عن الشيخ ابن جبرين رحمه الله في ذلك :
هل تُشرع الموعظة والتذكير عند الدفن في المقبرة ؟ .
الجواب :
نعم يشرع ذلك، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جئ بالميت ولما يلحد له، جلس وجلسوا حوله فأخذ يقص عليهم عذاب القبر ونعيمه في حديث طويل مشهور ولأن الموضوع يناسب فيه ذكر الموت وما بعده والحاضرون يشاهدون القبور، ومعهم هذا المتوفى، فهم بحاجة إلى ما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة ويزهد في الدنيا، فالتذكير يؤثر فيهم غالباً، وقد ذكروا عن بعض السلف أنه حضر جنازة تدفن، فأبصر بعض الحاضرين يهرب من الشمس والغبار فأنشد قوله :
من كان حين تصيب الشمس جبهته
أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته
فسوف يسكن يوما راغما جدثا
قفراء موحشة غبراء مظلمةً
يطيل تحت الثرى في غمها البثا
تجهزى بجهاز تبلغين به
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
انتهي كلامه حفظه الله
فاعلم يا أخي الحبيب أن ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم من مشروعية الموعظة عند دفن الميت لم يثبت عنه علي سبيل الدوام والاستمرارية أي لم يفعل ذلك في كل جنازة .
وما ثبت عنه إنما حدث لعارض فهي حادثة عين وحادثة العين ليس لها حكم العموم كما ذكر ذلك علماء الأصول .
فالموعظة مشروعة كما جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم ولكن ليست علي سبيل الدوام والاستمرارية وهذا هو قول الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم من علماء الأمة الثقات .
أما الخُطبة فلم تثبت عنه صلي الله عليه وسلم كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
ففرق بين مشروعية الموعظة ومشروعية الخُطبة
فالموعظة مشروعة أما الخطبة فغير مشروعة
فيا عباد الله اتقوا الله وليسعكم ما جاء عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا تستحسنوا بعقولكم شيئاً لم يكن من هديه صلي الله عليه وسلم .
ومما جاء عنه صلي الله عليه وسلم بعد دفن الميت ( الدعاء للميت والاستغفار له )
فقد ثبت عند أبي داود عن أبي عمرو وقيل أبو عبدالله وقيل أبو ليلي عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله .
فلماذا نترك هذه السنة الصحيحة الثابتة عنه صلي الله عليه وسلم قولاً وفعلا حتى كادت هذه السنة أن تموت ونفعل خلاف ذلك .
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها هكذا قال السلف الصالح رحمهم الله .
ولكن اعلم أخي الحبيب أن هذا الدعاء لا يكون بطريقة جماعية يقوم شخص فيرفع يديه و يدعو للميت ويؤمن خلفه الحاضرون فهذا لم يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم وسبق قول الشيخ ابن عثيمين في ذلك وهو أيضاً ما ذهب إليه الشيخ ابن باز وابن جبرين والألباني وغيرهم أي في عدم مشروعية الدعاء الجماعي بعد دفن الميت .
ولكن المشروع هو أن يدعو كل واحد بنفسه بدون رفع صوت عند الدعاء .
فيا أخي الحبيباحرص علي اتباع السنة ونشرها وإحياؤها حتي تنال الأجر المترتب علي ذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ) رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه
قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث : ( فِيهِ : الْحَثّ عَلَى الِابْتِدَاء بِالْخَيْرَاتِ وَسَنّ السُّنَن الْحَسَنَات وَالتَّحْذِير مِنْ اِخْتِرَاع الْأَبَاطِيل وَالْمُسْتَقْبَحَات )
وقال صاحب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً أَيْ أَتَى بِطَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ يَشْهَدُ لَهَا أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ) .
وقال صاحب شرح سنن النسائي : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً أَيْ أَتَى بِطَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ يُقْتَدَى بِهِ فِيهَا ..... ( فَلَهُ أَجْرُهَا ) أَيْ أَجْرُ عَمَلِهَا ) .
وإياك أخي الحبيب والبدعة فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وفي الختام أُجمل القول لما سبق
أن المشروع بعد دفن الميت في القبر هي الموعظة كما جاءت عن النبي صلي الله عليه وسلم وليست علي سبيل الدوام والاستمرارية
أما الخُطبة فغير مشروعة بل هي خلاف السنة
وهناك فرق بين الموعظة والخُطبة كما وضح ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
وأن المشروع بعد دفن الميت هو الدعاء له والاستغفار كل واحد بمفرده بدون رفع للصوت أثناء الدعاء
وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وأن يجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إن في ذلك لعبرة ...... الشيخ الزيتوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم الرحمة ....... الشيخ الزيتوني
» بعض أداب خروج المرأة من البيت ( الشيخ الزيتوني )
» الأمراض كفارات ,,,, الشيخ الزيتوني
» الحكمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...... الشيخ الزيتوني
» قسوة القلب وجمود العين ( الشيخ الزيتوني )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شمس الإسلام :: الخطب والدروس :: الخطب والدروس المقرؤة-
انتقل الى: