التواضع في اللباس
الحمد لله رب العالمين إله الخلق ورب كل شيء ومليكه
أشهد أنه الله الحق لا يعبد سواه ولا يرجى إلا إياه
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إختاره مولاه واصطفاه
وبعد
إن خلق التواضع هو خلق المؤمنين الصادقين الربانيين وهو حال النبي صلى صلى الله عليه وسلم وما أعطي العبد عطاءً خيرًا من التواضع لأن التواضع مستقره الجنة والكبر وهوضده مستقره النار
كما وضح حبيب قلبي صلى الله عليه وسلم " من تواضع لله رفعه "
فالتواضع يجعل النفس راضية من الناس ما لا يتحمله المتكبر العال
فالتواضع يرى الناس كلهم سواء لا فرق بين أحمر وأسود
قال الله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاقكم " هذه الأية أمام عين المتواضع لا يغفل بصره عن ذكر خلق التواضع الذي هو حال النبي صلى الله عليه وسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي بعضكم على بعض " أي لا يتكبر بعضكم على بعض
وإن من التواضع عدم الإسراف في اللباس
اللباس ينقسم إلى
لباس ظاهري ولباس باطني
فالظاهري الذي يراه الناس من الثياب والزينة وينقسم إلى
لباس ضروري : وهو ما يحصل به ستر العورة
والعورة على الرجح من السرة إلى الركبتين
وهذا اللباس مثل ( الجلباب – البنطال
ولباس كمالي : وهو الزينة ما زاد على ذلك وها الي فيه الإسراف
وفيه الحلال والحرام أقصد اللباس
ولقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الذي يترك اللباس تواضعًا لله تعالى وليس بخلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من ترك اللباس تواضعًا لله وهوقادر على ذلك بعثه الله تعالى يوم القيامة على رؤس الخلائق خيره من أي حلل الإيمان شاء "
ترك اللباس وهو قادر على أن يلبس أي لباس شاء من أجل التواضع من أجل ألا يشعر غيره بالدونية من أجل أن يحافظ على شعور الفقراء غير القادرين ها هو التواضع الحق الممدوح من قبل الله تعالى
والحديث يحث المسلم على أنه إذا كان في وسط أناس قليل الحال أي فقراء فلا بد أن يراعي حالهم فلا يابس أفخر ما عنده وهو يعلم أن هؤلاء لا يملكون أن يشتروا مثل هذا
فلا يجوز لرجل أن يذهب إلى عمله بأفخر الثياب عمدًا وهو يعلم أن زملاءه في العمل قليل الحال ها من باب إذلال نفوس الناس واحتقارهم أو التعالي عليهم
إن مثل ها الفعل يورث عند الأخرين البغض والحقد والحسد لكن التواضع يورث الحب وتمني الناس لك أن يزيدك من النعم ما منع تبذل لهم من العطايا
أما إا كان الرجل بين قوم ميسورين الحال فلا بأس أن يلبس الثياب الفاخرة فهذا من باب التحدث بنعم الله تعالى وكرها وإن لبس أقل منهم لباسًا فإنه ناكرًا لنعمة الله تعالى وإن الله تعالى يحب أن يشكر على النعمة
والتواضع في الإسلام من أعظم الأمور ولقد علمنا سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم كيف يكون التواضع
ففي حديث أبي ذر قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها يعني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجت لنا إزارًا غليظًا مما يصنع باليمن وكساءً من التي يسمونها المبلبده قال فأقسمت بالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين " المبلبده أي التخين
وعنه رضي الله عنه قالت إنما كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينام فيه ادماً حشوه ليف
فهذا خير البشر على الإطلاق حبيب الله ينام على الخشن ويلبس الخسن لاعن فقر ولكنه أسوة للمؤمنين حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لفقراء الأمة قيحصل لهم الرضى لأنهم عاينوا رسول الله وهو يعالج الخشن من اللباس
ففيه تسلية للفقراء وقليل الحال لأن النبي كان يستطيع أن يلبس افخر الثياب وأحسنها لكنه أسوة للمؤمنين
ولقد لبس عباءة من الحرير يوماً فصلى بها ثم سلم فذهب مغضبا انتزعها انتزاع المكره وقال ما ينبغى هذا للمتقين
صلى الله على من علم الناس التواضع