[center]حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
إن الحمد لله نحمده حمد الشاكرين ونتذلل إليه تذلل الخاضعين له سبحانه
نستعين به ونستهديه ونعوذبالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‘نه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له
وأشهد أنه لاإله إلا الله إلهًا أحدًا فردًا صمدًا لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى خير الأقوال والأعمال
وبعد
إن للعبد مهما طالت حياته لابد أن تنتهي بأحدى الخاتمتين
خاتمة حسنة تبشر العبد بما له ما عند الله من الثواب الجميل والجزاء الكريم والمرد المفرح السعيد
وخاتمة سوء تبشر العبد بسوء ما عند الله له من خزي وندامة وعذاب أليم
ولكل خاتمة أسباب فما هي تلك الأسباب
أسباب حسن الخاتمة :
أولاً: توحيد الله عز وجل
توحيد الله يعني إفراد الله تعالى بما يختص به من توحيد الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات
وهو أن تكون كل أعمالك وأحوالك وحركاتك وسكناتك لله تعالى
قال الله تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ":
وقال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا "
وقال تعالى" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال يا معا أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟
قلت الله ورسوله أعلم : قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لايعذب من لايشرك به شيئا
قلت يا رسول أفلا أبشر الناس ؟ قال لا فيتكلوا
فبشر بها معاذ عند موته تأثما
روى البخاري رحمه عن أنس يرفعه
" إن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لوأن لك مافي الأرض من شيء كنت تفتدي به ؟ قال نعم
قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب أدم أن لاتشرك بي فأبيت إلا الشرك "
فالحق الأول لله تعالى على الناس هو العبادة وإفراده بهذه العبادة
توحيد الله تعالى هو غاية العبد في تلك الحياة ومن أجل ذلك خلق الله الخلق
وما خلق الله الخلق إلا لعبادته وتوحيده
" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والين من قبلكم لعلكم تتقون "
إن الإله الذي خلق وبرأ وذرأ هو وحده الذي يستحق بالتوحيد الخالص
وإن من أهم أسباب حسن الخاتمة توحيد الله تعالى
الذي يؤثر توحيد الله تعالى على كل شيء ينال من الله تعالى حسن الخاتمة
فذلك الذي يعلي ذكره ويحسن له الأجر ويضرب به المثل للمؤمنين الذين جعلوا غايتهم توحيد الله تعالى
قال الله تعالى مخبرًا عن أهل التوحيد " وضرب الله مثلا للين ءأمنوا إمرأة فرعون إذ قالت رب ابني لي عندك بيتال في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " التحريم 11
هذه أسية بنت مزاحم إمرأة من أهل الجنة رأت مكانها في الجنة وهي على الأرض قبل أن تموت لما أثرت ما عند الله على ما عند فرعون من ةالملك والنعيم الزائل الزائف
أرادت الملك الذي لا ينتهى أرادت اللباس الذي لا يبلى والطعام المشتهى والشراب المنتهى
لما علم فرعون بإيمان أسية عذبها وضربها ووضعها في حر الشمس وسط الرمال الحارقة وطلب من زبانيته أن يضربوها ويعذبوها فإذا انصرفوا أظلتها الملائكة بأجنحتها هذه الأجنحة كانت سبب غرق فرعون
كانت أسية تسأل من غلب فرعون وجنوده أم موسى وهارون فقيل لها موسى وهارون فارتفع الإيمان إلى عنان السماء فتقول أمنت رب موسى وهارون
فقال فرعون زبانيته لما بلغ به الغيظ مبلغا : انظروا أعظم صخرة تجدونها فإن مضت على قولها ألقوها عليها وإن رجعت عن قولها فهي إمرأتي .
فلما أتوها رفعت بصرها في السماءفأبصرت بيتها في الجنة فمضت على قولها وانتزعت روحها " رواه بن كثير
[/center]